المادة    
السؤال: ما مدى صحة الخبر القائل برجوع بعض الفنانات المصريات واعتزالهن الفن ورجوعهن إلى الحجاب؟ الجواب: الخبر صحيح، وليس هذا بعجيب، إنما العجيب أنه إذا تهتكت النساء، وخرجن على القيم وتحللن من الدين وهن مسلمات، كان هذا طبيعياً، فإذا رجعت منهن واحدة أو اثنتان أو ثلاث تعجبنا. إن الأصل في المسلم أنه يتوب، والأصل في الأمة المسلمة أن تتوب إلى الله وإن عصت ربها عز وجل. إذا كانت المرأة تبيع عرضها وشرفها لكل ساقط، ثم تركت ذلك.. فلا يستغرب ذلك، إنما المستغرب هو حال أولئك النسوة اللاتي ما زلن يعشن في العفونة والرذيلة ولم يتبن، وهذا ما يجب أن نتحدث عنه ونناقشه، فعندما قامت فلانة وفلانة بترك الغناء واعتزلن الفن في أوج الشهرة، جاءنا من يقول: إن ذلك كان بسبب أمراض نفسية، أو خشية المنافسة. أو: أن فلانة أرادت أن تعتزل وهي في أوج الشهرة حتى لا تضعف، وقال بعضهم إن ذلك كان بسبب عامل السن... وفوق كل ذلك يأتي من يعرض عليهن ملايين الجنيهات ليعدن إلى ما كنّ فيه. وقد تاب عندنا بعض المطربين، وعرضت عليه أيضاً مئات الألوف من الريالات ليعود.. سبحان الله! فأصبحنا نتعاون على الإثم والعدوان! فكيف يكون حال مجتمع يحتاج إلى القرش والجنيه ويعرض ملايين الجنيهات على امرأة كانت فاسقة لتعود إلى فسقها، ولتنشر الرذيلة..؟! ما تأخر نصر الله عنا إلا لهذه الحال التي نحن عليها. فالحمد لله التوبة والعودة إلى الله حاصلة في كل حين وفي كل مكان، وأنا أقول: لو أنه وضعت أساليب وبرامج جيدة للدعوة إلى الله بحكمة في النوادي الأدبية، وفي الأماكن التي قد يجتمع فيها الفساق لأثمرت تلك الجهود، ولأدت إلى أن يتوب كثير منهم بإذن الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم يعانون من لهيب المعصية ويخوضون في مستنقعات الرذيلة التي يعيشون فيها، أما نحن فإننا نعيش والحمد لله في نعيم قد لا نحس به، ألا وهو نعيم الهداية، فالواجب علينا السعي لاستنقاذ هؤلاء العصاة؛ لأننا بإنقاذهم من هذه الرذائل، قد نكون سبباً لإنقاذهم من النار بإذن الله سبحانه وتعالى. أسأل الله جل وعلا أن يجزل لنا المثوبة، ويجعلنا من المستمعين للقول المتبعين لأحسنه، وأن يجعل ذلك في ميزان أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.